
بين السطور هيثم الريح يكتب / عمر عثمان آدم رجل الدولة الذي يصغي قبل أن يتحدث
في زحام المشهد السياسي حيث تطغى الأصوات العالية وتغيب لغة الحوار تبرز شخصيات تكون فيها فنون الإنصات والوزن المتقن للكلمة هي أدوات القيادة الحقيقية.
في ولاية كسلا، يمثل نائب الوالي وزير التنمية الاجتماعية الأستاذ عمر عثمان آدم نموذجاً فريداً لرجل الدولة من الطراز الأول، الذي يؤمن بأن الإنجاز يبدأ من الميدان وينتصر بالإعلام شريكاً.
ما إن تجلس إلى مكتب الأستاذ عمر عثمان آدم حتى يلفت انتباهك هدوؤه العميق وإصغاؤه النادر ، إنه لا يستمع لمجرد الرد بل ليفهم ويحلل مما يمنح حديثه لاحقاً دقة وترتيباً استثنائياً. فهو ينتقي عباراته بعناية فائقة وكأن كل كلمة تحمل وزناً من المسؤولية، مما يجعل حديثه موجهاً نحو الحلول والرؤى الواضحة، بعيداً عن الخطاب الإنشائي الذي يفتقر إلى الفعل.
لا يقتصر دور الوزير على أروقة المكتب بل تتجلى قيمته الحقيقية في كونه رجل الميدان المجتمعي الأول في كسلا، فهذه الصفة لم تكتسب من منصبه فحسب، بل من سمعته التي بنهاها عبر سنوات من العمل الجاد، وقدرته الفذة على حشد الطاقات وكسب القادرين على تمام الفعل الخدمي والإنساني.
إنه يؤمن بأن العمل التنموي يجب أن يلامس حياة كل الشرائح التي تقع تحت مظلة وزارته، مما جعله وجهاً مألوفاً ومصدر ثقة لأبناء الولاية.
زرته بمكتبه رفقة الزملاء برابطة الإعلاميين الوافدين بولاية كسلا ، كان لافتاً الاهتمام الملحوظ الذي أبداه الوزير لدور الإعلام الذي لم يتعامل معه كوسيلة إخبارية تقليدية، بل رحب به كـشريك أصيل في أداء الجهاز التنفيذي
وأكد على أهمية دوره الحيوي في مجالات التوعية والتبصير، وخصوصاً في قيمة النقد البناء الذي يخدم قضايا المواطن وهموم الناس معتبراً أن الإعلام عين على الأداء وساعد في تصويب المسار.
في مشهد غير مألوف، يجسد أعلى قيم المسؤولية، استمع الوزير بكل تركيز لرؤى وتحديات الزملاء الإعلاميين، الذين قدموا إلى الولاية في ظروف استثنائية بفعل الحرب. ولم يتردد في تقديم “اعتذار رقيق” عن أي تقصير في النواحي الخدمية التي واجهوها. هذا الموقف، الذي قلما تجده لدى مسؤول، لم يكن ضعفاً، بل كان تأكيداً على قوة تخلقها المصداقية والرغبة الحقيقية في تذليل كل العقبات والتحديات كما وعدهم.
كسلا التي أهدت السودان إشراقه وبهاءه وأسماءه اللامعة في كل المجالات، تثبت مرة أخرى، من خلال رجالات مثل الأستاذ عمر عثمان آدم، أنها تسير بخطى منتظمة وثابتة نحو الارتقاء بالإنسان والمكان.