في مدينة ربك بولاية النيل الأبيض، أطلق مستشفى الشرطة فكرة إنسانية ووطنية بالغة الدلالة، تمثلت في تخصيص قسم لعلاج جرحى معركة الكرامة، مع تمييز هذا القسم بتسمية خاصة تحمل اسم “الكرامة”. هذه الفكرة ليست جديدة من حيث المضمون، إذ أن أقسام علاج الجرحى موجودة في معظم المستشفيات النظامية والحكومية والخاصة، لكن الجديد والمختلف هو في الرمزية التي تحملها التسمية: عنبر الكرامة، صيدلية الكرامة، وقسم الكرامة. إنها رسالة واضحة بأن المعركة ليست معركة أفراد أو مناطق بعينها، بل هي معركة كل السودانيين دفاعًا عن الأرض والإنسان والكرامة.
في الخرطوم بمحلية شرق النيل، هناك مستشفى خاص يحمل اسم “الكرامة”، مما يعكس أن هذه الروح بدأت تجد طريقها إلى المؤسسات الصحية المختلفة، وأنها قابلة للتعميم لتصبح جزءًا من هوية المستشفيات السودانية. فكما أن المستشفيات تعالج الجراح الجسدية، فإن هذه الأسماء تعالج الجراح المعنوية، وتعيد التذكير بأن الكرامة والشهامة هما ما يميز الإنسان السوداني عن غيره من الشعوب.
لقد كان استهداف مليشيات الدعم السريع الجنجويد الإرهابية لإنسان هذا البلد الكريم محاولة لكسر هذه الروح، لكن هيهات أن تنال من عزيمة السودانيين. فالشعب يعلم أن هذه المحن امتحانات من خالق الكون، ويواجهها بالصبر والإيمان، مرددًا “حسبنا الله ونعم الوكيل”.
إن تعميم فكرة تسمية الأقسام الطبية باسم “الكرامة” في المستشفيات النظامية والحكومية والخاصة سيكون خطوة رمزية قوية، تعزز وحدة الصف الوطني، وتربط بين العلاج الجسدي والمعنوي، وتؤكد أن معركة الكرامة هي معركة كل السودانيين.
*كسرة* :
بريدك يا وطن يا أم
قولت خال و قولت عم
وكان الحارة دارت يوم
بتحزم واجرع لي عدوك السم
